وما الذي يَظُنُّ المشرِكونَ المُكَذِّبونَ أنْ يُفعَلَ بهمْ يَومَ القِيامة، وقدْ حرَّموا وحَلَّلوا بأهوائهمْ وأضاليلِهم، التي لا مُستَندَ عَليها ولا دَليل؟ أيَحسَبونَ أنَّهمْ لا يُؤاخَذونَ على أفعَالِهمْ ولا يُعاقَبون؟
وإنَّ فَضلَ اللهِ على النَّاسِ عَظيم، ونِعمتَهُ عليهمْ لا تُقَدَّر، فزوَّدَهمْ بالعَقل، وسخَّرَ لهمْ ما في السَّماواتِ والأرض، وأرسلَ إليهمُ الرسُل، وأنزلَ عَليهمُ الكُتب، وأباحَ لهمُ الطيِّبَ النَّافِع، وحرَّمَ عليهمُ الخَبيثَ الضارّ، ولكنَّ أكثرَ النَّاسِ لا يَشكرونَ فضلَ الله، فيَتعامَلونَ بالخَبيثِ المُحرَّم، ويَتركونَ ما فيه فائدةٌ وشِفاء، ولا يَنتَفِعونَ بدِينِ الله.