وعلى الرَّغمِ منَ الأدلَّةِ الكافيةِ على صِدقِ رسالةِ موسَى عليهِ السَّلام، إلاّ أنَّهُ لم يؤمِنْ بهِ إلاّ أولادُ بَعضِ بَني إسْرائيل، وكانوا على خَوفٍ ووَجَلٍ منْ بَطْشِ فِرعَونَ ومُلاحقَةِ كِبارِ قَومِهِ لهم، خَوفًا منْ تَعذيبِهمْ لهمْ وصَرفِهمْ عنِ الدِّينِ الحقِّ الذي اعتَنقوه.
وكانَ فِرعَونُ مُتَكبِّرًا مُتَعَجرِفًا، وحاكِمًا طاغيةً مُتجَبِّرًا، ذا حُكومةٍ قويَّةٍ وبَطشٍ وإرهاب، مُتجاوِزًا الحدَّ في الظُّلمِ والفَساد، بسَفكِ الدِّماءِ والإهانةِ وبَثِّ الرُّعبِ والتكبُّرِ... حتَّى ادَّعَى الرُّبوبيَّة!