قالتِ الملائكةُ للُوطٍ عليهِ السَّلام: يا لُوط، نحنُ مَلائكةُ الله، أُرسِلْنا إليكَ لنُخبِركَ بإهلاكِ قَومِكَ الكافِرين، فلا تَضجَرْ ولا تَبتَئِسْ مِنْ هؤلاء، ودَعهُمْ فإنَّهمْ لنْ يُلحِقوا بكَ ضَرَرًا، فَسِرْ بأهلِكَ بعدَ مُضيِّ أوَّلِ اللَّيل، ولا يَلتَفِتْ منكمْ أحَدٌ وراءَه، بلِ استَمِرُّوا ذاهِبينَ ولو سَمعتُمْ شِدَّةَ ما يَنزِلُ بقَومِكم، إلاّ امرأتَك، فلا تَسْرِ بها معَ أهلِكَ المؤمِنين، وخَلِّفْها معَ قَومِها، فإنَّ هَواها إليهم، وإنَّهُ مُصيبُها ما أصابَهمْ منَ العَذاب.
وإنَّ مَوعِدَ هَلاكِهمُ الصُّبح، أوَليسَ الصُّبحُ قَريبًا؟
ووَقتُ الصُّبحِ وقتُ راحَةٍ وسُكون، فيَكونُ العَذابُ أنكَى وأشَدَّ وأقْطعَ لهم، وفي ذلكَ عِبرَةٌ للغافِلين، وعِظَةٌ لأهلِ الفَواحِشِ والشاذِّين، وإنَّ عَذابَ اللهِ في الآخِرةِ أشَدُّ وأبقَى.