ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله... - سورة هود الآية 123

  1. الجزء الثاني عشر
  2. سورة هود
  3. الآية: 123

﴿وَلِلَّهِ غَيۡبُ السَّمَٰوَٰتِ وَالۡأَرۡضِ وَإِلَيۡهِ يُرۡجَعُ الۡأَمۡرُ كُلُّهُۥ فَاعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ عَلَيۡهِۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ﴾

[هود:123]

تفسير الآية

وللهِ ما غابَ عنِ العِبادِ ونَظَرِهمْ ممّا في السَّماواتِ والأرض، لا يَغيبُ عنهُ شَيءٌ مِنْ ذلك، وإليهِ وحدَهُ مَرجِعُ النَّاسِ كلِّهمْ في المَعاد، مؤمِنِهمْ وكافرِهم، ليُوفيَ كُلاًّ جزاءَ ما عَمِل، ولا شأنَ للخَلقِ في الأمرِ آنَذاك، فاعبُدْهُ وحدَه، فهوَ المستَحِقُّ للعِبادَة، الجديرُ بأنْ تَسجُدَ لهُ الجِباه، واعتَمِدْ عليه، وثِقْ به، وفَوِّضْ أمرَكَ إليه، فإنَّهُ كافيكَ وناصِرُك، ولا يَغفُلُ اللهُ عنْ عَمَلِ أحَدٍ منكم، وهوَ العَليمُ بأحوالِكمْ وأقوالِكمْ جَميعًا، وما تُظهِرونَ وما تُخفُون، مِنْ خَيرٍ وشَرّ.
ويرَى القارئُ أنَّ هذهِ السُّورةَ سُورةٌ عَظيمة، فيها تَخويفٌ وتَرهِيب، ووَعيدٌ شَديدٌ لمَنْ لم يَستَجِبْ لأمرِ الله. وفيما مَرَّ مِنْ قَصَصِ الأمَمِ الغابِرةِ معَ أنبيائهم تَذكِرةٌ لمَنْ تَدبَّرَ واعتَبَر. وقدْ صحَّ في الحديثِ قولهُ صلى اللهُ عليهِ وسلم: "شَيَّبَتْني هُود، والواقِعة، والمُرسَلات، وعَمَّ يَتساءَلون، وإذا الشمسَ كُوِّرَت". رواه الترمذيُّ والحاكمُ وصحَّحه.

وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ

ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون