وإذا كانَ الشكرُ منْ آدابِ المؤمنين، فإنَّهُ لا بدَّ لهمْ منَ الصبرِ أيضاً، فعَليكمْ به، فإنَّهُ خَيرُ صِفةٍ تتحلَّونَ بها لتحمُّلِ البلايا والرزايا ومشاقِّ الدعوة، والعزمِ على الطاعةِ والقرُبات، وتركِ المآثمِ والمحرَّمات.
وكذا الصلاةُ، التي تشدُّ العزيمة، وتجدِّدُ الطاقة، وتملأ القلبَ نُوراً، ولذلكَ كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبَهُ أمرٌ –أي هجمَ عليهِ أو غلبَهُ- صلَّى، كما في حَديثٍ حسنٍ رواهُ أحمدُ وأبو داود.
ذلكَ أنَّ اللهَ معَ الصابرين، يؤنِسُهم، ويُؤيِّدُهم، ويُثبِّتُهم، ويَزيدُ مِنْ قوَّتِهمُ الضَّعيفة.