وجاءَتْ رِفْقَةٌ تَسيرُ قَريبًا منَ الطَّريقِ المؤدِّي إلى ذلكَ البِئر، فبعَثوا إليها مَنْ يَطلبُ لهمُ الماء، فلمّا جاءَها وأرسَلَ دَلْوَهُ فيها، تشَبَّثَ يوسُفُ بالحبْل، فلمّا استَخرجَ الدلْوَ إذا بهِ يرَى غُلامًا عليه، فصاحَ فَرِحًا: يا بُشرَى، لقدْ أصَبتُ غُلامًا. وأخفاهُ طالِبُ الماءِ وأصحابُهُ عنْ بَقيَّةِ رُفَقائهمْ حتَّى لا يرَوْهُ فيَطمَعوا فيه، مُعتَبِرينَ إيّاهُ بِضاعةً للتِّجارة، لبَيعِهِ رَقيقًا. واللهُ عَليمٌ بما يَعمَلُ هؤلاءِ جَميعًا، لم يَخفَ عليهِ شَيءٌ مِنْ أمرِهِم.