إنَّ الطوافَ بينَ جبلَي الصفا والمروةِ ممّا شرعَهُ اللهُ تعالَى لإبراهيمَ عليهِ السلامُ في مناسكِ الحجّ، فمنْ نوَى حجًّا أو عُمْرةً فليَجعَلْ ذلكَ مِنْ مناسكِه، ومَنْ زاد َفي السعي بينَهما، أو زادَ مِنْ نَفْلٍ، فإنَّ اللهَ يُثِيبُهُ عليه، وهوَ عليمٌ بما يَستحِقُّهُ منَ الجزاء، ولا يَنقُصُ أحداً ثوابَ عَملِه.
والمقصُود: لا جُناحَ عليهِ مِنْ فِعلِ السَّعي بينَهما، وليسَ مَعناه: لا جناحَ مِنْ تَركِ السَّعي، وإلاّ لكانَ التعبير: لا جُناحَ عَليهِ ألاّ يَطَّوَّفَ بهما. وكانَ الأنصارُ يتَحرَّجونَ منَ السَّعي بينَهما لأنَّهمْ لم يَكونوا يُحِلُّونَهُ في الجاهليَّة، فجاءَ التَّعبيرُ هكذا.