هوَ اللهُ القادِرُ العَظيم، الذي خلقَ السَّماواتِ ورفعَها إلى أبعادٍ لا يَعرِفُ مَداها إلاّ هو، بغَيرِ دَعائمَ ترَونَها مُستَنِدَةً إلى الأرضِ أو غَيرِها، ولكنَّها مَوجودَةٌ وإنْ لم تُرَ، ربَّما كالجاذبيَّةِ التي في الأرْضِ وفي كَواكبَ أخرَى، لتَستَقِرَّ ولا تَصطدِمَ بغيرِها.
ثمَّ استوَى اللهُ سَبحانَهُ على العَرش، استِواءً يَليقُ بذاتِهِ وجَلالِه.
وسخَّرَ الشَّمسَ والقمرَ فجعلَهما مُذلَّلَينِ طائعَينِ لِما يُرادُ منهما في خِدمَةِ الإنسَان، وهما يَجريانِ بسُرعَةٍ مُقَدَّرة، إلى حَدٍّ مُعَيَّنٍ وأجَلٍ مُحَدَّد، ليَتكوَّنَ مِنْ حركاتِهما اللَّيلُ والنَّهار، والشهرُ والسَّنَة.
وهوَ سُبحانَهُ الذي يَتصَرَّفُ في شُؤونِ هذا العالَمِ كما يَشاء، ويُدَبِّرُهُ أحسنَ تَدبير، حتَّى لا يَختلَّ نِظامُه.
ويُبَيِّنُ اللهُ لكمْ هذهِ الأمورَ الدالَّةَ على قُدرَتِهِ وتَوحيدِهِ لتتَفكَّروا وتَعتَبِروا، وتَعلَموا أنَّهُ قادِرٌ على إعَادةِ خَلقِكمْ كما بَدأه.