ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق... - سورة الرعد الآية 13

  1. الجزء الثالث عشر
  2. سورة الرعد
  3. الآية: 13

﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعۡدُ بِحَمۡدِهِۦ وَالۡمَلَـٰٓئِكَةُ مِنۡ خِيفَتِهِۦ وَيُرۡسِلُ الصَّوَٰعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ وَهُمۡ يُجَٰدِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الۡمِحَالِ﴾

[الرعد:13]

تفسير الآية

والرَّعْدُ يَذكُرُ اللهَ فيُقَدِّسُهُ ويَحمَدُه، بكيفيَّةٍ لا نَعلمُها {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [سورة الإسراء: 44] وهوَ مِثلُ غَيرِهِ مِنْ الظَّواهرِ الطبيعيَّةِ وحرَكاتِها، مأمورٌ بأمرِ الله، فلا يُصَوِّتُ الغَيمُ إلاّ بإذنِه، فإذا رعدَ سَبَّح. والملائكةُ كذلكَ تُسبِّحهُ وتَحمَدُه، مِنْ هَيبتِهِ وعظَمَتِه. واللهُ يُرسِلُ الصَّواعِقَ نِقمةً يَنتَقِمُ بها ممَّنْ شَاءَ فتُهلِكُه، والمُكَذِّبونَ يُنكِرونَ آياتِ الله، ويَشكُّونَ في قُدرتِه، ونِقمتِهِ وعُقوبتِه، وهوَ سُبحانَهُ شَديدُ الكَيدِ والقُوَّة، في عُقوبةِ مَنْ طغَى وتجبَّر، وعاندَ وتمادَى في الضَّلال، وأصرَّ على تَكذيبِ رسُلِه.

وقدْ نزَلتْ في رجُلٍ عاتٍ مِنْ فراعِنةِ العَرب، أرسلَ إليهِ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم رجُلاً مِنْ أصحابِهِ يَدعوهُ إليه، ثلاثَ مرَّات، وهوَ يأبَى، ويَقول: مَنْ رسُولُ الله؟ وما الله؟ أمِنْ ذهَبٍ هو، أمْ مِنْ فِضَّةٍ هو؟ أمْ مِنْ نُحاس؟ فوقعَتْ صاعِقةٌ فذهَبَتْ بقَحفِ رأسِه. (ذكرَ في مجمعِ الزوائدِ أن رجالَهُ رجالُ الصحيح).

وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ

ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال