ومُؤمِنو أهلِ الكتابِ منَ اليَهودِ والنَّصارَى يُسَرُّونَ بالوَحي المُنْزَلِ إليكَ منَ الله، لِما يَرَونَ منَ المُطابقَةِ بينَ القُرآنِ وما بَشَّرَتْ بهِ التوراةُ والإنجيل، مِنْ أنَّهُ الكتابُ الحقّ. وأنكرَتْ طَوائفُ منهمْ بعضَ القُرآن، ومِنْ ذلكَ التَّشريعاتُ الجَديدَةُ التي لم تَكنْ عِندَهم. وكذلكَ المشرِكونَ المُتَحَزِّبونَ على رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالعَداوة، كانوا يُنكِرونَ منهُ ما يُخالِفُ تَقاليدَهمْ وما وَرِثوهُ عنْ آبائهم.
قُلْ لهمْ أيُّها الرسُول: إنَّما بُعِثتُ بالوَحدانيَّة، فأُمِرتُ بعِبادةِ اللهِ وحدَه، وعَدَمِ الإشراكِ به، كما أُرسِلَ بهِ الأنبياءُ السَّابِقون، لا كما أنتُمْ عَليه. وإلى نَهجِ التوحيدِ أدعو النَّاسَ كافَّة، وإلى اللهِ وحدَهُ مَرجِعي ومَصيري للجَزاء.