قالتْ لهمْ رسُلهمْ مُنكِرينَ عليهمْ كُفرَهمُ ورَدَّهمُ السيِّء: أتَشُكُّونَ في وُجودِ اللهِ ووَحدانيَّتِه، وهوَ الذي خلقَ السَّماواتِ والأرضَ وما فيها مِنْ أحياءٍ ونَباتٍ وجَماد، والفِطَرُ السليمةُ تَنطِقُ بذلك، والدَّليلُ يَشهَدُ عَليه؟ وهوَ سُبحانَهُ يَدعوكُمْ إلى دِينهِ ليَغفِرَ لكمْ ذُنوبَكم، ويَلطُفَ بكمْ فلا يأخُذَكمْ بالعَذابِ فَورَ تَكذيبِكمْ وعِصيانِكم، بلْ يؤَخِّرُكمْ إلى أجَلٍ حدَّدَهُ لكم، لتُراجِعوا أنفُسَكم، وتُعيدوا التَّفكيرَ في مَوقفِكم، وتَتوبوا.
وعادَ هؤلاءِ الكافِرونَ يَقولونَ لرسُلِهمْ غَيرَ مُبالِين: ما أنتُمْ سِوَى بشَرٍ مثلِنا، كأيِّ واحِدٍ مِنْ بَني آدَم، ولا فَضلَ لكمْ عَلينا بشَيء، وإنَّما تُريدونَ بدَعوَتِكمْ إلى التَّوحيدِ أنْ تَصرِفونا وتَمنَعونا منِ اتِّباعِ الدِّينِ الذي كانَ عَليهِ آباؤنا مِنْ غَيرِ دَاعٍ لتَركِه، فأتُونا بمُعجِزَةٍ ودَليلٍ خارقٍ على صحَّةِ دَعواكمْ.