يُقبِلُ على هذا الماءِ القَذِرِ البَغيضِ لِظَمَئهِ الشَّديد، مِنْ لَفحِ النَّارِ والعَذابِ والحرارَةِ الشَّديدة، ولكنَّهُ عندَما يَقعُ في فَمِهِ يَتَغَصَّصُهُ ويَشرَبُهُ كَرْهًا، وهوَ لا يُحبِّذُهُ ولا يُريدُ ابتِلاعَهُ، لِخُبْثِ طَعْمِهِ ونَتْنِ ريحِهِ وحَرارَتِه. وتأتيهِ أسبابُ المَوتِ وعلاماتُهُ مِنْ كُلِّ مَوضِع، مِنْ شِدَّةِ العَذابِ والأَلمِ والجُوعِ والعَطَش، ولكنْ لا مَوتَ ولا حَياة. والذي يَنتَظِرُهُ فيما يَستَقبِلُهُ عَذابٌ أشَقُّ وأصعَبُ ممّا سبَق، ولا مَفرَّ لهُ مِنْ ذلكَ ولا مَهرَب، بلْ خُلودٌ في العَذابِ الأليمِ إلى الأبَد.