ويُثَبِّتُ اللهُ عِبادَهُ المؤمِنينَ على كَلمَةِ التَّوحيد، فيُمَكِّنُها في قُلوبِهمْ في الحَياةِ الدُّنيا جَزاءَ صَبرِهمْ وإيمانِهم، فلا يُزالُونَ عَنها إذا فُتِنوا في دِينِهم، ولا يَرتابونَ بالشُّبُهات. كما يُثَبِّتُهمْ عَليها بعدَ الموتِ في القَبر، وهوَ أوَّلُ مَنزِلٍ منْ مَنازِلِ الآخِرَة.
وفي الحديثِ الصَّحيح، عندَ البُخاريِّ ومُسلمٍ وغَيرِهما، واللَّفظُ للأوَّل: "إذا أُقْعِدَ المُؤمِنُ في قَبرِه، أُتِيَ، ثمَّ شَهِدَ أنْ لا إلهَ إلاّ الله، وأنَّ مُحمَّدًا رسُولُ الله. فذلكَ قولُه: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ}".
ويُضِلُّ اللهُ الظَّالمينَ بظُلمِهمْ وشِركِهمْ وإعراضِهمْ عنِ الحقّ، فلا يَهديهمْ إلى الجوابِ الصَّحيحِ في القَبر...
ويَفعَلُ اللهُ ما يَشاء، مِنْ تَوفيقِ البَعضِ وتَثبيتِهم، وإضلالِ آخَرينَ وخِذلانِهم، بما يَستَحِقُّون، بحسَبِ ما توجِبُهُ مَشيئةُ اللهِ وحِكمتُه. {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [سورة الكهف: 49].