واستَوطَنتُمْ بلادَ الأُمَمِ المُكَذِّبَةِ مِنْ قَبلِكم، وعرفتُمْ أخبارَهم، وكيفَ أهلكناهُمْ وعاقَبناهم، ولكنَّكمْ لم تَعتَبِروا بما حَلَّ بهم، بلْ فعَلتُمْ فِعلَهم، وتمادَيتُمْ في الظُّلمِ والفَساد، وبيَّنَّا لكمُ وقائعَ، وأورَدنا لكمْ أخبارًا، وسَرَدنا قِصَصًا، وضرَبنا أمثالًا؛ لتتَذكَّروا وتَعتَبِروا.
وما زالتِ الأخبارُ والآثارُ مَوجودة، في كتُبِ التَّاريخِ ومَشاهدِ الآثار، ولكنَّ المؤرِّخينَ والآثاريِّينَ لا يَعتَبِرون، ولا يَذكرونَ لطُلاّبِهمُ العِبَرَ والإرشاداتِ الدينيَّةَ، بلْ يَدرُسونَ ويحلِّلونَ ويُنقِّبونَ للعلمِ والثقافَةِ ومَعرفَةِ الأخبار...