وأقسَمَ المشرِكونَ باللهِ قسَمًا عَظيمًا مُبالَغًا فيه، أنَّ اللهَ لنْ يَبعثَ أحَدًا بعدَ مَوتِه، فلا حياةَ بعدَ الموتِ عندَهم، ولا حِسابَ على الأعمال، ولا ثَوابَ ولا عِقاب. فإذا ماتَ الظَّالِم، والخائن، والقاتِل، والسَّارِق، ولم يؤخَذْ حَقُّ الناسِ منهمْ في الدُّنيا، ماتَ كما يَموتُ المظلومُ والعادِلُ وغَيرُه! ولو كانَ خائنَ وطَن، أو قاتِلَ ملايينِ البشَر، أو آكِلَ أموالِ فُقَراءَ ويتامَى، وخَزائنُهُ مَملوءَةٌ بالمالِ والذَّهَب...!!
بَلى، وَعدًا صادِقًا وحقًّا ثابِتًا على اللهِ الحَكَمِ العَدْل، أنْ يَبعثَ مَنْ يَموت، ليَتِمَّ الجزاءُ على أكمَلِه، ويُعاقَبَ المجرِمُ، ويُثابَ المُحسِنُ. ولكنَّ أكثرَ الناسِ لا يَعلَمونَ ذلك، لجَهلِهمْ بحكمةِ اللهِ وقُدرتِه.