ولكمْ عِبرَةٌ أيضًا فيما نَسقيكمْ ونُطعِمُكمْ مِنْ ثَمراتِ النَّخيلِ والأعنابِ وعَصيرِهما، فتَصنَعونَ منهُ خَمْرًا - والخِطابُ للمشرِكين، أو هوَ بيانٌ للواقعِ الذي كانوا فيهِ قبلَ أنْ يُحرَّمَ الخَمرُ - وتأكلونَ منهُ رِزقًا حسَنًا، منْ تَمرٍ وزَبيب، وما استُخلِصَ منهما مِنْ دِبسٍ وخَلٍّ وغَيرِ ذلك. وفيهِ إشارَةٌ إلى أنَّ الخَمرَ ليسَ رِزقًا حسَنًا.
وفي ذلكَ دَليلٌ ظاهِرٌ للعُقلاءِ أنَّ هذهِ الثَّمراتِ لم تُخلَقْ مُصادفَة، وأنَّ مُكوَّناتِها ومَنافِعَها الغِذائيَّةَ والطبِّيَّةَ تدلُّ على صُنعِ خالِقٍ عالِم حَكيم.