وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في... - سورة النحل الآية 66

  1. الجزء الرابع عشر
  2. سورة النحل
  3. الآية: 66

﴿وَإِنَّ لَكُمۡ فِي الۡأَنۡعَٰمِ لَعِبۡرَةٗۖ نُّسۡقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِۦ مِنۢ بَيۡنِ فَرۡثٖ وَدَمٖ لَّبَنًا خَالِصٗا سَآئِغٗا لِّلشَّـٰرِبِينَ﴾

[النحل:66]

تفسير الآية

ولكمْ في الأنعامِ عِبرَةٌ وعِظَةٌ كَبيرة(68)، تدلُّ على قُدرَةِ اللهِ وإبداعِهِ في الخَلق، فنَسقِيكمْ منْ بُطونِها الحَليبَ المُفيد، وهوَ مُستَخلَصٌ مِنْ فَرْثٍ ودَم. والفَرْثُ: مُحتوياتُ الكِرْشِ مِنْ عَلَفٍ مُخَمَّر، وهوَ ما يَتبَقَّى فيهِ بعدَ الهَضم.

وتَبدأُ عمَليَّةُ تَصفيَةِ الحَليبِ في الكِرش، فتَتحَوَّلُ الجُزَيئاتُ الغِذائيَّةُ المُعَقَّدَةُ في العلَفِ إلى خُلاصَاتٍ بَسيطَةٍ تَختَرِقُ جِدارَ الأوعيَة الدَّمَويَّةِ لتَصِلَ إلى الغُدَدِ اللَّبَنيَّةِ في الضَّرع.

والمَرحلَةُ الثانيَةُ مِنَ التصفيَةِ تَتِمُّ بينَ الموادِّ المَوجودَةِ في الدَّم، فيَنتُجُ منها الحَليبُ الخالِصُ مِنْ قَذارَةِ الفَرْثِ ونَتْنِ الدَّم، ببَديعِ صُنعِ الله. والإعجازُ في: كيفَ يُسمَحُ لمُكوَّناتٍ بدخولِ الضَّرع، ولا يُسمَحُ لأخرَى؟!

ويَخرجُ إلَينا الحَليبُ طيِّبًا سَهلاً سائغًا للشُّرب، هَنيئًا لا يُغَصُّ به، سالِماً نَظيفًا غَيرَ مُمتَزِجٍ بدَمٍ أو فَرْث، ولا مُتغَيِّرًا بريحِهما أو طَعمِهما أو لَونِهما.


(68) الأنعامُ هي الإبِلُ والبقرُ والغنَمُ والمَعْز.

وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ

وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين