ثمَّ كُلِي مِنْ جَميعِ الثَّمَراتِ وامتَصِّي رَحيقَ الأزهار، واسْلُكي الطُّرُقَ التي جعَلَها اللهُ لكِ سَهلةً مُذَلَّلة، منَ التَّجوالِ في البَراري والغَابات، ثمَّ العَودَةِ إلى أماكنِها، بما فطرَها اللهُ عَليهِ مِنْ أفانينَ لتَعرِفَ ما تأكُل، وكيفَ تَعود، وكيفَ تَبني خَلاياها المتماثِلَةَ الجَميلَة. يَخرُجُ مِنْ بُطونِها عسَلٌ ذو ألوان: أبيَضُ وأحمَرُ وأصفَرُ وأسوَد، فيهِ شِفاءٌ للنّاسِ مِنْ أمراضٍ كَثيرَة، كما ثبتَ في تجارِبَ طبِّيَّةٍ حَديثَةٍ أيضًا، إضافَةً إلَى ما يَطعَمُونَهُ هكذا أو مُختَلَطًا في مَذاقٍ لَذيذ.
وفي ذلكَ كُلِّهِ آيَةٌ عَظيمَةٌ على قُدرَةِ اللهِ وبَديعِ صُنعِه، وأنَّهُ ليسَ عنْ مُصادَفَةٍ وطَبيعَة، هذا لِقَومٍ تفَكَّروا وتدَبَّروا، ليَعتَبِروا ويؤمِنوا.