ومَثَلٌ آخَرُ ضَربَهُ اللهُ لكم: رَجُلان، أحَدُهما أخرَسُ أصَمُّ لا يَنطِقُ ولا يَسمَع، ولا يَفهَمُ ولا يُفهِم، ولا يَفعَلُ شَيئًا يَنفَعُ بهِ نفسَهُ أو الآخَرين، وهوَ عِيالٌ ووَبالٌ على أبيهِ العَاملِ أو مَنْ يَعولُه، فإذا كَلَّفَهُ بشَيءٍ رجعَ ولم يَفعَلْ شَيئاً. فهلْ يَستوي هوَ وآخَرُ يَقولُ الحقَّ ويأمرُ بالمَعروفِ والقِسط، ويَنهَجُ مِنهَجًا صَحيحًا مُستَقيمًا ويَعمَلُ صالِحًا؟
لا شَكَّ أنَّهمْ لا يَستَوون، ولكنَّ المشرِكينَ الضَّالِّينَ يَجعَلونَ منَ الأصنامِ البَكماءِ آلِهة، ويُسَوُّونَ بينَها وبينَ اللهِ تَعالَى في العِبادَة!
قالَ ابنُ عَبّاسٍ رَضيَ اللهُ عَنهما: نزَلتْ في عُثمانَ بنِ عَفَّانَ ومَولًى له، كانَ يُنفِقُ عَليهِ ويَكفيهِ المَؤونَة، وكانَ الآخَرُ يَكرَهُ الإسلامَ ويأبَاه، ويَنهاهُ عنِ الصَّدقَةِ والمَعروف.
والعِبرَةُ بعُمومِ اللَّفظِ وما يَرمي إليه.