إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى... - سورة النحل الآية 90

  1. الجزء الرابع عشر
  2. سورة النحل
  3. الآية: 90

﴿۞إِنَّ اللَّهَ يَأۡمُرُ بِالۡعَدۡلِ وَالۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي الۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ الۡفَحۡشَآءِ وَالۡمُنكَرِ وَالۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ﴾

[النحل:90]

تفسير الآية

إنَّ اللهَ يأمرُ عِبادَهُ بالعَدلِ والإنصَاف، ليَكونَ ذلكَ قاعِدَةً أساسيَّةً في الحُكمِ والتَّعامُل، لا تَميلُ معَ هوًى ومَنصِب.

ويأمرُ بالإحسَانِ في الأعمَالِ معَ العِباد، والإحسَانِ في العِبادَةِ لله(69).

ويأمرُ بصِلَةِ الأرحَام، وإعطاءِ الأهلِ والأقرِباءِ حَقَّهمْ منَ البِرِّ والصِّلة.

ويَنهَى عنِ المُحرَّمات، وكُلِّ ما تُنكِرُهُ الفِطرَةُ والشَّريعَة، منَ الأقوالِ والأفعالِ التي يَشيعُ بها الفَساد.

ويَنهَى عنِ الظُّلمِ والتعَدِّي على النَّاسِ والتجَبُّرِ عَليهِم.

يَعِظُكمُ اللهُ بهذا ويُنَبِّهُكمْ إلى أمرهِ ونَهيه، لتَتَذكَّروا بهِ وتُطيعوا.


(69) ... وأما الإحسانُ فمعناهُ اللغويُّ يرشدُ إلى أنه التفضلُ بما لم يجب، كصدقةِ التطوُّع. ومن الإحسانِ فعلُ ما يثابُ عليه العبدُ مما لم يوجبهُ الله عليه، في العباداتِ وغيرها. وقد صحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه فسَّرَ الإحسانَ بأنْ يعبدَ اللهَ العبدُ حتى كأنهُ يراه، فقالَ في حديثِ ابنِ عمرَ الثابتِ في الصحيحين: "والإحسانُ أنْ تعبدَ اللهَ كأنكَ تراه، فإنْ لم تكنْ تراهُ فإنهُ يراك". وهذا هو معنى الإحسانِ شرعاً. (فتح القدير). الإِحسان: الإِخلاصُ في التوحيد، وذلك معنى قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "الإِحسانُ أنْ تعبدَ اللهَ كأنكَ تراه". (البغوي). {وَالإِحْسَانِ}: وأن تُحسنوا الأعمالَ مطلقًا؛ لقولهِ عليه السلام: "إن الله كتبَ الإحسانَ في كلِّ شيء" ... ويدخلُ فيه العفوُ عن الجرائم، والإحسانُ إلى من أساء، والصبرُ على الأوامرِ والنواهي، وأداءُ النوافل.... (روح البيان).

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون