وما صرَفَنا أنْ نبعَثَ الآياتِ والمُعجِزاتِ التي اقترحَها كُفَّارُ قُرَيش، إلاّ خَشيَةَ ألاّ يؤمِنوا بها، فإنَّهمْ إنْ كفَروا بها أهلَكنَاهم، وقدْ سبقَ أنْ أنزلنا مُعجِزاتٍ على أقوامٍ سابقِين، فكذَّبوا بها فأهلَكنَاهُم.
وفي مُسنَدِ أحمدَ بإسنادٍ صَحيح، أنَّ أهلَ مَكَّةَ سألوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنْ يجعلَ لهمُ الصَّفا ذَهَبًا، وأنْ يُنَحِّيَ الجِبالَ عنهمْ فيَزدَرِعوا، فقيلَ له: إنْ شِئتَ أنْ تستأنيَ بهم، وإنْ شِئتَ أنْ نؤتيَهمُ الذي سَألوا، فإنْ كفروا أُهلِكوا كما أهلكتُ مَنْ قَبلَهم. قال: "لا، بلْ أستأني بهم". فأنزلَ اللهُ هذهِ الآية. اهـ.
وقدْ آتَينا ثَمودَ النَّاقَةَ مُعجِزَةً واضِحةً دالَّةً على قُدرَةِ الخالِقِ وإبداعِه، وعلى صِدقِ رَسولِه، وكانَ ذلكَ بطلَبِ قَومِه، فكفَروا بكَونِها منْ عندِ الله، وكذَّبوا رسُولَه، وعقَروها، وقدْ حُذِّروا مِنْ ذلك. ونُرسِلُ المُعجِزاتِ وآياتِ القُرآن، أو العِبَرَ والدَّلالات، تَخويفًا وإنذارًا للعِباد، ليؤمِنوا ويَرتَدِعوا عمَّا همْ عليه.