وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما... - سورة الإسراء الآية 60

  1. الجزء الخامس عشر
  2. سورة الإسراء
  3. الآية: 60

﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِۚ وَمَا جَعَلۡنَا الرُّءۡيَا الَّتِيٓ أَرَيۡنَٰكَ إِلَّا فِتۡنَةٗ لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الۡمَلۡعُونَةَ فِي الۡقُرۡءَانِۚ وَنُخَوِّفُهُمۡ فَمَا يَزِيدُهُمۡ إِلَّا طُغۡيَٰنٗا كَبِيرٗا﴾

[الإسراء:60]

تفسير الآية

وقدْ قُلنا لكَ أيُّها النبيُّ إنَّ النَّاسَ في قبضَةِ قُدرَةِ اللهِ وتحتَ تَصَرُّفِه، وقدْ منعَهمُ اللهُ مِنْ إيذائكَ وعصَمَكَ منهم.

وما جَعَلنا الرُّؤيا التي أرَيناكَ رأيَ العَين، وهيَ الإسراءُ والمِعراج، إلاّ اختِبارًا للنَّاسِ وامتِحانًا لهم، لنَعلَمَ الصَّادِقَ منهمْ في إيمانِه، والكاذِبَ أو الضَّعيفَ فيه.

وقدِ ارتدَّ بعضُ النَّاسِ بعدَ حادِثَةِ الإسراء، وازدادَ آخَرونَ يَقينًا.

روَى البُخاريُّ في صَحيحِهِ قَولَ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما في هذا: هيَ رؤيا عَينٍ أُرِيَها رَسولُ اللهِ صلى اللهُ عَليه وسلم ليلَةَ أُسرِيَ بهِ إلى بَيتِ المَقدِس. اهـ.

وكذلِكَ شَجرَةُ الزَّقُّومِ المَلعونَةُ التي ذكرَها اللهُ في القُرآنِ وخوَّفَ بها المُكَذِّبين، التي أرَيناكَها في رِحلَتِكَ في المعْراج، فكذَّبوا بها.

وفي مُسنَدِ أبي يَعلَى وأحمدَ بسنَدٍ صَحيح، أنَّ أبا جَهلٍ قال: يُخَوِّفُنا محمَّدٌ بشَجرَةِ الزَّقُّوم، هاتُوا تَمرًا وزُبْدًا تزَقَّموا!

والآياتُ التي وردَ فيها ذِكرُ شجَرَةِ الزَّقُّومِ في سُورَةِ الصافّات (62-66)، والدُّخَان (43-46).

ونُخَوِّفُ الكافِرينَ بالوَعيدِ والعَذاب، فلا يَزيدُهمْ ذلكَ إلاّ تَماديًا في الكُفرِ والضَّلال.

وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا

وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا