وإذا أصابَكمُ الخَوفُ في البَحر، فقَويَتِ الرِّيح، وهاجَ المَوج، وتَمايَلَتِ السَّفينَةُ مُنذِرَةً بالغَرَق، ذهَبَ عَنكمْ كُلُّ مَنْ كنتُمْ تَدعونَهمْ وتَعبدونَهمْ إلاّ الله، وعرَفتُمْ أنَّهُ لنْ يُغيثَكمْ إلاّ هو، فلمّا خلَّصَكمْ منْ ذلكَ الكَرْب، وأنقذَكمْ مِنْ هَولِ البَحرِ وأموَاجِه، وأوصلَكمْ سالِمينَ إلى البَرّ، أعرَضتُمْ عنْ تَوحيدِ رَبِّكم، ورجَعتُمْ إلى الشِّركِ والمَعصِيَة. وهذهِ عادَةُ الإنسَان، الذي يَنسَى النِّعَم، ويَجحَدُ المَعرُوف، إلاّ مَنْ عصَمَ الله، وتثَبَّتَ على الإيمان.