وقدْ كادَ مُشرِكو مكَّةَ أنْ يُزعِجُوكَ بعداوَتِهمْ ومَكرِهمْ ليُخرِجوكَ منها، ولو أنَّهمْ فعَلوا ذلكَ لمَا بَقُوا في مَكَّةَ بعدَكَ إلاّ زمَنًا يسيرًا حتَّى يَهلِكوا.
قالَ مُفَسِّرون: وقدْ كفَّهمُ اللهُ عنْ ذلكَ حتَّى أمرَ رسولَهُ بالهِجرَة.
وذكرَ آخَرونَ أنَّهمْ فعَلوا ذلك، فعاقَبَهمُ الله، حَيثُ أمكنَ مِنهمْ رسولَهُ يَومَ بَدر، فقتَلَ أشرافَهمْ وسبَى ذَرارِيهم... أو أنَّهُ دخلَ مكَّةَ وقَهرَ أهلَها ثمَّ أطلقَهمْ حِلْمًا وكرَمًا. صلى الله عليه وسلم.
وللتَّوفيقِ بينَ الأمرينِ يُقال: إنَّ المشرِكينَ كانوا سببًا في خُروجهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام، ثمَّ أمرَهُ اللهُ بالهِجرة.