ونُنَزِّلُ منَ القُرآنِ ما يَكونُ شِفاءً وعِلاجًا لأمراضِ النَّفسِ والقَلب، مِنْ ضلالَةٍ وجَهالَة، ووَسوَسَةٍ وشَكّ، وزَيغٍ وقَلَق، وهَوًى وطمَع، وانحِرافٍ وزَلَل، فيُسَكِّنُ النَّفس، ويُطَمْئنُ القَلب.
وهوَ رَحمَة، ففيهِ الإيمانُ الصَّحيح، والدَّليلُ إلى الحَقّ، والثَّباتُ عَليه، والرَّغبَةُ في الخَيرِ والعمَلِ الصَّالِح، والتَّمهيدُ إلى رِضَى اللهِ ودُخولِ جَنَّتِه.
وهذا كُلُّهُ للمُؤمِنينَ بالقُرآن، المُتَّبِعينَ لهَديه، الذينَ جَعلوهُ دُستورًا لهم، يَتحاكَمونَ إليه، ويَجتَمِعونَ عَليه.
أمَّا الكافِرونَ به، فليسَ القُرآنُ شِفاءً لهمْ ولا رَحمَة، فهمْ يَكفُرونَ بمُنزلِه، ويُكَذِّبونَ المُنزَلَ عَليه، فيَزدادونَ ضَلالًا، وظُلمًا وفَسادًا، لبُعدِهمْ عنهُ ومُناقضَتِهمْ لأحكامِه، فهمْ خائبونَ خاسِرون.