وكما أنَمناهمْ وبعَثناهم، كذلكَ أطلَعنا عَليهمْ أهلَ ذلكَ الزَّمان، ليَعلَموا أنَّ وعدَ اللهِ ببَعثِ الخلائقِ للحِسابِ والجَزاءِ ثابِتٌ مُتَحَقِّق، وأنَّ يَومَ القِيامَةِ لا شَكَّ فيهِ أبَدًا. وكانَ النَّاسُ يَتخاصَمونَ إذْ ذاكَ ويَتجادَلونَ في أمرِ السَّاعَة، بينَ مُنكِرٍ ومُثبِت، فجَعلَ اللهُ ظُهورَ أصحابِ الكَهفِ آيَةً على قُدرَتِهِ على البَعث.
وقالوا بعدَ أنْ توَفَّاهمُ الله: ابنُوا على بابِ كَهفِهمْ بِناءً حتَّى لا يَدخُلَ عَليهمُ النَّاس. ورَبُّهمْ أعلَمُ بهمْ وبما يَتنازَعونَ فيه. قالَ الفَريقُ الأقوَى منهم، ولعلَّهمُ الحُكّام: لنَجعَلَنَّ فوقَهمْ مَسجِدًا.