وسيَقولُ المُختَلِفونَ في عدَدِ أهلِ الكَهف: همْ ثلاثَةُ أشخَاص، ورابِعُهمْ كَلبُهم. ويَقولُ آخَرون: إنَّهمْ خَمسَةُ أشخَاص، وسادِسُهمْ كَلبُهم، إطلاقًا للكلامِ منْ غَيرِ علمٍ ولا تَثَبُّت. ويَقولُ غَيرُهم: همْ سَبعَةُ أشخَاص، وثامنُهمْ كلبُهم. وليسَ هذا رَجمًا بالغَيب، فهوَ الصَّحيح.
قُل: إنَّ ربِّي أعلَمُ بعَدَدِهم، فلا يَخفِى عَليهِ شَيء، ولا يَعلَمُ عدَدَهمْ مِنْ عبادِ اللهِ إلاّ القَليل. وقدْ صَحَّ السَّنَدُ إلى ابنِ عبّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما أنَّهُ مِنْ هذا القَليل، وأنَّ عددَهمْ سَبعَة، كما أفادَهُ ابنُ كثير.
فلا تُجادِلْ في شَأنِ الفِتيَةِ معَ الخائضِينَ فيه، إلاّ مُحاجَجَةً سَهلةً هَيِّنَة، فلا فائدةَ تُذكَرُ مِنْ ذلك، ولا حاجَةَ للخَوضِ في الأمورِ التي لا عِلمَ للمَرءِ فيها، ولا تَطلُبِ الفُتيا بشَأنِ عددِهمْ منْ أحَدٍ منهم، فإنَّهُ لا عِلمَ لهمْ به، وفيما أعلَمَكَ اللهُ بهِ كاف.