وإذا قِيلَ للمنافقينَ آمِنُوا بالإسلامِ كما آمَنَ الناسُ، إيمانًا كاملاً لا شكَّ فيه، وأطيعوا اللهَ وامتَثِلوا أوامرَ رسولِهِ كما يَفعلون؛ أَنِفُوا منَ الاستسلامِ للحقِّ، وقالوا في غُرورٍ وبَلَه: أَنُؤْمِنُ كما آمَنَ هؤلاءِ السفهاءُ - يَعْنُون الصحابةَ رَضِيَ اللهُ عنهم- وَنَصِيرُ وَهُمْ بمنزلةٍ واحِدة؟!
لكنَّ الحقَّ أنَّهمْ همُ الجهلاءُ، فهمْ ضَعيفو الرأيِ وقَليلو المعرفةِ بمواضعِ المصالحِ والمضارِّ، ومِنْ تَمامِ جهلِهمْ أنَّهمْ لا يَعلمونَ بحالِهمْ في الضلالةِ والجَهل، وهذا أَرْدَى وأبلغُ في السَّفَهِ والعَمَى!