وإذا قُرِئتْ على المُشرِكينَ آياتُنا مِنَ القُرآن، الظَّاهِرَةُ في إعجازِها، المُحْكَمَةُ في مَعناها ودَلالتِها، قالوا للمؤمِنين: أيُّ الفَريقَينِ مِنَّا ومِنكمْ أفضَلُ مَنزِلَةً ومَكانَة، وأحسَنُ ناديًا ومَجلِسًا؟ وكانَ المُسلِمونَ في مَكَّةَ أكثَرُهمْ مِنَ الضَّعَفَة، ويَستَتِرونَ في دارِ الأرقَم، والمشرِكونَ رؤساءُ القَوم، وعدَدُهمْ أكثَر، ومَجالِسُهمْ أكبَر، حيثُ يُلقَى فيها الشِّعر، وتُدارُ فيها الخَمر، فقالوا -مُحتَجِّينَ بذلكَ - إنَّهمُ الأفضَلُ إذاً!