ولا حَرَجَ عليكمْ إذا أشرتُمْ -دونَ تصريحٍ- إلى خِطبةِ النساءِ وهنَّ ما زِلْنَ في عدَّتهنَّ مِنْ وفاةِ أزواجِهنّ، كأنْ يقولَ لها أحدُكم: وَدِدْتُ أنَّهُ تيسَّرَ لي امرأةٌ صَالحة. ولا حَرجَ عليكمْ إذا أَخفَيتُم ذلكَ في أَنفُسِكم(15).
وقدْ عَلِمَ اللهُ أنَّكمْ ستَذكرونَهُنَّ في قلوبِكمْ ولا تَصْبِرونَ على السكوتِ عنهنَّ وعنْ إظهارِ الرغبةِ فيهنّ، فرفعَ عنكمُ الحرجَ في ذلك.
ولا يجوزُ أنْ تَتزوَّجوهنَّ أو أنْ تَعِدوهنَّ بالزواجِ سرًّا وهنَّ ما زلنَ في العِدَّة، كأنْ يَقولَ لها أحدُكم: لا تَنكحي غيري فإنِّي سأتزوَّجُك. إلاّ إذا تَفوَّهتُمْ بما لا يكونُ فيهِ تصريحٌ واضح، ولكنْ قدْ تَفهَمُ المعتدَّةُ منهُ ذلك.
ولا يَحِلُّ عَقْدُ النِّكاحِ وهنَّ في العِدَّة، بلْ حتَّى يَنتهيَ أجلُها تماماً.
وتيقَّنوا أنَّ اللهَ مطَّلعٌ على ما أسرَرتُمْ في أنفسِكمْ مِنْ ذلك. واحذَروا عقابَهُ إذا خالفتُمْ أمرَه، واللهُ يَغفِرُ ذُنوبَ مَنْ أخطأ وتاب، وهوَ حليمٌ بهم، لا يعاقبُهمْ بمجرَّدِ أنْ يُخطِئوا، بل يُمهلُهمْ حتَّى يَستَغفِروهُ ويَتوبوا إليه.