وكلُّ شَيءٍ في هذا الكونِ بأمرِ اللهِ وإرادَتِهِ وتحتَ سَيطَرَتِه. ألمْ تَرَ أنَّهُ يَسجُدُ لعظمَتِهِ مَنْ في السَّماواتِ مِنَ المَلائكة، ومَنْ في الأرضِ مِنَ الأناسيِّ والجانِّ والحيَوان، وكذلكَ الشَّمسُ، والقَمَرُ، والنجومُ الكثيرَة، والجِبالُ الكبيرَة، والشَجَرُ والنَّبات، وكُلُّ مَنْ دَبَّ على الأرض، فهذهِ كُلُّها مُنقادَةٌ لحُكمِهِ تعالَى، خاضِعَةٌ لأمرِه، خاشِعَة، مُسَبِّحَةٌ له، وكثيرٌ مِنَ الناس، ممَّنْ أسلمَ وَجهَهُ لله، يَسجُدُ لهُ طَوعًا، وكثيرٌ منَ الناسِ وجبَ عَليهمُ العذابُ بسبَبِ امتناعِهمْ واستِكبارِهمْ عنِ السُّجودِ لرَبِّهم.
ومَنْ أذَلَّهُ اللهُ وكتبَ عليهِ الشَّقاء، فلا يُكرِمُهُ بالسَّعادةِ أحَد، ولا يَدفَعُ عنهُ الهَوانَ الذي لَحِقَه، ولا يُثابُ بثَوابٍ حسَن، واللهُ يَفعَلُ ما يَشاء، فيُكرِمُ مَنْ شَاء، ويُهينُ مَنْ شَاء، بحُكمِهِ العَدْل.