والبُدْنَ - وهيَ الإبِلُ البَدينةُ، وقدْ تُطلَقُ على البقَرِ أيضًا - جعَلناها مِنْ شَعائرِ الدِّين، فتُهدَى إلى بَيتِ اللهِ الحرام، وتُذبَحُ هُناك، فهيَ مِنْ نُسُكِ الحَجّ. ويَكونُ لكمْ بذلكَ ثَوابٌ كبير، معَ ما يُنتَفَعُ بها في الدُّنيا، فاذكُروا اسمَ اللهِ عَليها عندَ ذَبحِها، وقولوا: "بسمِ اللهِ واللهُ أكبَر"، وهيَ قائمَةٌ مَعقولَةٌ إحدَى يَدَيها، قدْ صَفَّتْ رِجلَيها وإحدَى يَدَيها. فإذا وقعَتْ على الأرضِ مَذبوحَة، فكُلوا منها، وأطعِموا المتَعفِّفَ عن السؤال، الراضِي بما يُعطَى، والمتَعَرِّضَ لكم بالسؤال.
وبمثلِ هذا ذلَّلناها لكمْ لتَنتَفِعوا بها، على الرَّغمِ مِنْ كِبَرِ حَجمِها، فتَركَبونَها، وتَحلُبونَها، وتَذبَحونَها، لعلَّكمْ بذلكَ تَشكرونَ اللهَ على نِعَمِه.