وكانَ أبو بَكرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يُنفِقُ على قَريبٍ له، ولمَّا كانَ ممَّنْ خاضَ في الإفكِ قطعَهُ عنه، وحلَفَ أنْ لا يُنفِقَ عليه، وكانَ مِنَ المُهاجِرينَ المسَاكين. ولمَّا نزَلَتْ بَراءَةُ عائشَةَ رَضيَ اللهُ عنها، وأُقيمَ حَدُّ القَذْفِ على مَنْ أُقيم، ومنهمْ مِسطَحٌ ابنُ خالَةِ أبي بَكر... نزَلَتِ الآيَة.
ولا يَحلِفَنَّ أهلُ الصَّدَقَةِ والإحسَانِ منكمْ أنْ لا يُؤتُوا ذَوي قُرباهُمْ والفُقَراءَ منهمْ والمُهاجِرينَ في سَبيلِ الله، ولْيَعْفُوا عمّا صدَرَ منهمْ مِنَ الإساءَةِ والأذَى، ألا تُحِبُّونَ أنْ يُثيبَكمُ اللهُ على إحسانِكمْ وعَفوِكمْ عَنهم، بأنْ يَغفِرَ لكمْ ذُنوبَكم، وهوَ الذي يَغفِرُ الذنوبَ، ويَرحَمُ عِبادَهُ، ويُدخِلُهمُ الجنَّة؟
فقالَ أبو بَكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه: بَلَى واللهِ إنَّا نُحِبُّ يا ربَّنا أنْ تَغفِرَ لنا. وعادَ إلى صِلَةِ قَريبِهِ بالنَّفَقَة.