ألمْ تَنظُرْ إلى السَّحابِ كيفَ يَسوقُهُ اللهُ بلُطفٍ إلى حيثُ يَشاء، ثمَّ يجمَعُ بينَ مُتَفرِّقِه، ثمَّ يَجعَلُهُ مُتراكِمًا بعضَهُ فوقَ بَعض، فترَى المطرَ بعدَ ذلكَ يَنزِلُ مِنْ بَينِهِ، ويُنَزِّلُ مِنَ السَّحابِ مِنْ قِطَعٍ عَظيمَةٍ منهُ تُشبِهُ الجِبالَ بَرَدًا، فيَصيبُ بهِ مَنْ يَشاءُ في نَفسِهِ أو مالِه، ويَصرِفُهُ عَمِّنْ يَشاءُ فيَنجو.
والبَرَدُ لا يَتكوَّنُ إلاّ في السُّحُبِ التي تَكونُ على شَكلِ الجِبال، التي قَدْ يَصِلُ ارتِفاعُها إلى 15 كم، وتتَألَّفُ مِنْ طبَقَةٍ سُفلَى بارِدَةٍ وأُخرَى عاليَةٍ حارَّة، وتَنشأ دَوَّاماتٌ شَديدَةٌ بسبَبِ الاختِلافِ في درَجاتِ الحرارَة، وتَكونُ سبَبًا في تَبريدِ السَّحاب، الذي يُشَكِّلُ حبَّاتِ البَرَد.
ويَكادُ ضَوءُ بَرْقِ هذا السَّحابِ أنْ يَخطِفَ الأبصارَ لشِدَّةِ لمَعانِهِ وقوَّةِ تأثيرِه.