واللهُ خلقَ كُلَّ دابَّةٍ تَدُبُّ على الأرضِ مِنْ ماءٍ مَهين، وهوَ النُّطْفَة، أي: خلقَ كُلَّ دابَّةٍ مِنْ نَوعٍ منَ الماءِ يَختَصُّ بتلكَ الدابَّة. أو خلقَها مِنْ ماء، بنِسَبٍ مُختَلِفَة، فالماءُ أصلُ الحياة {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [سورة الأنبياء: 30]. وقدْ ذكرَ العُلماءُ أنَّ جَميعَ الكائناتِ الحَيَّةَ مُكوَّنَةٌ مِنْ 80% منَ الماء، وأنَّ جسمَ الإنسانِ مُعظمهُ ماء، وأنَّ كافَّةَ وظائفِ الجسمِ الحَيِّ تتَوقَّفُ في غيابِ الماء...
ومِنْ هذهِ الدوابِّ مَنْ يَمشي على بَطنِه، كالأفاعي والديدانِ وما شاكلَها منَ الزَّواحِف. ومنهمْ مَنْ يَمشي على رِجلَين، كالإنسانِ والطَّير. ومنهمْ مَنْ يَمشي على أربَع، كالأنعام.
ويَخلقُ اللهُ ما يَشاءُ، ممّا ذُكِرَ وغَيرِه، واللهُ قادِرٌ على ذلك، لا يُعجِزُهُ شَيء، فيَخلُقُ ما يَشاءُ كما يَشاء.