ليسَ هُناكَ بأسٌ ولا حرَجٌ عَليكمْ في مُؤاكَلَةِ الأعمَى، والأعرَج، والمَريض، ولا حرجَ عليهمْ في ذلكَ أيضًا (وكانوا يتَحرَّجونَ مِنْ ذلك). ولا حرَجَ عليكمْ أنْ تأكُلوا مِنْ بُيوتِكم (ومنها بُيوتُ أولادِكمْ وزَوجاتِكم)، أو بُيوتِ آبائكم، أو بُيوتِ أُمَّهاتِكم، أو بُيوتِ إخوانِكم، أو بُيوتِ أخَواتِكم، أو بُيوتِ أعمامِكم، أو بُيوتِ عَمَّاتِكم، أو بُيوتِ أخوالِكم، أو بُيوتِ خالاتِكم، أو ما تحتَ أيديكمْ وتصَرُّفِكم، كبُستانٍ أو ماشِيَةٍ مَوَكَّلَةٍ بكم، أو بُيوتِ أصدِقائكم، فلا حرَجَ عليكمْ أنْ تأكُلوا منها، وإنْ لم يَكونوا حاضِرين، مُجتَمعينَ كنتُمْ أو مُنفَرِدين.
وكانَ المسلِمونَ يأنَفونَ ويتحَرَّجونَ أنْ يأكُلَ الرَّجُلُ الطَّعامَ وحدَه، حتَّى يَكونَ معَهُ غيرُه، فرَخَّصَ اللهُ لهمْ ذلك، فقال: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً}.
وإذا دخَلتُمْ أحدَ البُيوتِ المَذكورَة، فسَلِّموا على أصحابِها تَحيَّةً حسَنَةً مَشروعَةً مِنْ عندِ اللهِ نافِعَة، تَطِيبُ بها نَفسُ المُستَمِع (وهوَ قَول: السَّلامُ عَليكمْ ورَحمَةُ اللهِ وبركاتُه). وهكذا يُبَيِّنُ اللهُ لكمُ الأحكامَ العادِلَةَ الكافيَة، لتَتدَبَّروها، وتَعمَلوا بمُوجبِها، فإنَّها خَيرٌ لكم.