فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله... - سورة البقرة الآية 279

  1. الجزء الثالث
  2. سورة البقرة
  3. الآية: 279

﴿فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ﴾

[البقرة:279]

تفسير الآية

فإذا لم تَنتهوا عنِ التعَاملِ بالرِّبا، فانتَظروا غَضَبَ الربّ، وتيقَّنوا حَرباً منَ اللهِ ورسولِه!

وهوَ تَرهيبٌ مُخيف، ووَعيدٌ شَديد، وغَضبٌ ماحِقٌ منْ جبّارِ السَّماواتِ والأرض، يُهَدِّدُ فيهِ الذينَ لا يَكفُّونَ عنِ التعاملِ بالرِّبا بالعِقابِ والقَتل.

وهوَ عقابٌ دُنيويٌّ وأُخْرَويّ. وقدْ سبقَ بيانُ الأُخْرِويّ، أمّا الدنيويّ، فإنَّ المُرابيَ يُستَتابُ منْ فِعلتهِ الشنعاءِ هذه، فإذا لم يَدَعْها عُوقب. وكذلكَ الجماعاتُ والفِئاتُ كالصيارفةِ وأصحابِ البنوك ومَنْ إليهم. وهيَ مسؤوليةٌ كُبرى يَتحمَّلُها الحاكمُ خاصَّة. وقدْ أمرَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم عندَ فتحِ مكَّةَ بوضعِ كلِّ رِبًا في الجاهلية. قالُ أهلُ المعاني: حربُ اللهِ النَّارُ، وحربُ رسولِ اللهِ السَّيفُ.

فإذا تُبتُمْ وعدتُمْ إلى الحقّ، وانتَهيتُم عنِ التعامُلِ بالربا، فإنَّ أصولَ أموالِكم تُعادُ إليكم، لا يَنْقُصُ منها شَيءٌ ولا يُزادُ عَليها شَيء.

فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ

فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون