أمّا المؤمنون، الذينَ آمَنوا بالله، وبنبوَّتِكَ، وبالكتابِ الذي أُنْزِلَ عليك، وشفَعوا ذلك بالعملِ الصالح، والاستِقامةِ والإخلاص، فَأَلْقِ عليهمُ الخَبَرَ السَّارَّ المُفْرِحَ، وبَشِّرْهُمْ بأنَّ لهمْ جِنانًا كبيرةً رائعة، تَجري منْ تحتِها المياهُ العَذبةُ، لتَجلُبَ الأَرْيَحِيَّةَ والنشاطَ، وتُؤْنِسَ وَتَسُرّ.
وإذا أُعطُوا ثَمرًا مِنْ ثِمارِ الجنَّةِ استَبْشَروا وقالوا: إنَّهُ يُشبِهُ الفاكهةَ التي كُنَّا نَأكلُها في الدنيا، وفَرِحُوا بذلك، فإنَّ الطبائعَ تَسْتأنسُ بالمعهودِ، وتَميلُ إلى المألوف.
وتُؤْتَى لهمْ ثِمارٌ مُشابِهةٌ لثمارِ الدنيا، في اللَّونِ والمَظهَرِ، ولكنَّها تختلفُ في الطَّعْمِ والحجمِ.
ولهمْ في الجنةِ أزواجٌ مُطَهَّرَاتُ الأبدانِ منَ القَذَرِ والأذَى.
ولتمامِ سعادتِهم في هذا النعيمِ، فإنَّهمْ خالدونَ في الجنَّةِ، لا انقضاءَ لمُدَّتِهِ ولا آخِر.