إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما... - سورة البقرة الآية 26

  1. الجزء الأول
  2. سورة البقرة
  3. الآية: 26

﴿۞إِنَّ اللَّهَ لَا يَسۡتَحۡيِۦٓ أَن يَضۡرِبَ مَثَلٗا مَّا بَعُوضَةٗ فَمَا فَوۡقَهَاۚ فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ فَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ الۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۘ يُضِلُّ بِهِۦ كَثِيرٗا وَيَهۡدِي بِهِۦ كَثِيرٗاۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِۦٓ إِلَّا الۡفَٰسِقِينَ﴾

[البقرة:26]

تفسير الآية

واللهُ لا يَستَحيي أنْ يَضربَ مَثلاً بشيءٍ ما(3)، صَغُرَ أو كَبُر، مِنْ بعوضٍ فما فوقَها، فإنَّ في كلِّ شيءٍ خلقَهُ حِكمةً وعِظة.

فالذينَ آمنوا يَعلمونَ أنَّ ضربَ المَثَلِ بالبعوضِ حَقٌّ، فيؤمنونَ بهِ وبالحِكمةِ منه، أمّا الكافِرونَ فيَزدادونَ بهِ ضَلالة، ويَقولون: ما قيمةُ البَعوض، وما مَوقِعُهُ في الكونِ حتَّى يُضْربَ بهِ المَثَلُ، وهوَ مِنْ أحقرِ المَخلوقات؟!

والبعوضُ مخلوقٌ عَجيبٌ حقًّا، فهوَ معَ صِغَره، لهُ عينانِ ضَخمتانِ تَتكوَّنانِ منْ آلافِ العدَساتِ السُّداسية، وفي رِجلهِ خمسةُ مَفاصلَ رئيسيَّة، معَ زوجٍ منَ المَخالب، وعَضلاتٌ قوَّيةٌ تَلتصِقُ بجدارِ الصدر، ودَبُّوسٌ للتوازنِ في جناحَيه! ولهُ جِهازٌ يَمنعُ تَجلُّطَ الدم، وقدْ يَمتصُّ دماً أكثرَ منْ وزنهِ مرَّةً ونصفَ المرَّة! ولهُ أكثرُ منْ ثلاثةِ آلافِ نوع، وينقلُ أسوأ الأمراض، وماتَ الملايينُ من البشرِ بسببِ ذلك، وهو موجودٌ في كلِّ أنحاءِ العالم.


(3) المثَل: المثيلُ والمشابِه، وغلبَ على مماثلةِ هيئةٍ بهيئة، أي: جعلَ شيئاً مثلاً، أي: شبهاً، وهو مستعملٌ مجازاً في الوضعِ والجعل. (التحرير والتنوير، باختصار).

إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ

إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين