وأهلَكنا عادًا قَومَ هُود، وكانوا كُفَّارًا عُتاةً جَبَّارِين، يَسكنونَ الأحقَافَ، بينَ حَضرَمَوتَ وعُمَان، وأهلَكنا ثَمودَ قَومَ صالِح، وكانوا بينَ الحِجازِ والشَّام، ولهمْ آثارٌ مَعروفَةٌ في "مَدائنِ صالح" ببلادِ الحرَمَين، وكانوا أقوياء، أهلَ مَدنيَّةٍ وثَراء، فكذَّبوا رَسولَهمْ واستَكبَروا عنِ اتِّباعِه. فأهلكَهمُ اللهُ جَميعًا، وقدْ تبيَّنَ لكمْ ذلكَ مِنْ خِلالِ آثارِهمُ التي تَمرُّونَ بها.
ووَسوَسَ الشَّيطانُ في قُلوبِهمْ فحسَّنَ لهمْ ما يَقومونَ بهِ مِنْ أعمالِ الكُفرِ والمَعاصي، فأطاعُوه، فمنعَهمْ مِنْ سُلوكِ الطَّريقِ المستَقيم، واتِّباعِ الحَقِّ المُبين، وكانوا عُقَلاءَ مُتمَكِّنينَ مِنَ التمييزِ بينَ الحقِّ والباطِل، والحَقُّ ظاهِرٌ قَويٌّ بأدلَّتِه، ولكنَّهمْ عانَدوا فجَحَدوا.