وأهلَكَ اللهُ قارُونَ، الذي كانَ مِنْ بَني إسْرائيل، مِنْ أقرِباءِ موسَى عَليهِ السَّلام، وكانَ ثَريًّا جِدًّا، فأعمَاهُ ذلك، فطغَى وتجبَّرَ على قَومِه، ولم يشكُرْ نِعمَةَ اللهِ عَليه.
وأهلكَ اللهُ فِرعَونَ، الذي استَكبَرَ واستَعلَى وادَّعَى أنَّهُ الربُّ الأعلَى!
ومِثلَهُ وزيرَهُ هامَان، الذي طلبَ منهُ فِرعَونُ أنْ يَبنيَ لهُ صَرْحًا عاليًا جِدًّا ليَطَّلِعَ منهُ على رَبِّ موسَى، كما ادَّعَى ذلكَ عَليهِ لَعنَةُ الله، فبَناهُ له.
وقدْ أيَّدَ اللهُ نبيَّهُ موسَى بمُعجِزاتٍ كبيرَةٍ ظاهِرَةٍ في إعجَازِها، كافيَةٍ للإيمانِ برسالَتِه، ولكنَّهمْ كفَروا واستَكبَروا عنِ الإيمانِ والطَّاعَةِ في هذهِ الأرْض، التي وُلِدوا فيها ليُعمِّروها على أسَاسٍ مِنَ التَّقوَى والصَّلاح. وما كانوا ليَفوتوا أمرَ الله، فهوَ لهمْ بالمرصاد.