فعاقَبنا كُلاًّ بما يُناسِبُهُ ويُلائمُ جُرمَه، فمنهمْ مَنْ أهلَكناهُمْ بريحٍ عاصِفٍ فيها حَصباء، وهُمْ عادٌ قَومُ هُود، وكانوا أقوياءَ مُتَجبِّرين.
ومنهمْ مَنْ أهلَكناهُ بالصَّيحَةِ القَويَّة، التي خلَعَتْ قلوبَهمْ وأخمَدَتْ أصواتَهم، منَ الهَلَعِ والفَزَع، فصَاروا جاثِمينَ هامِدين، لا حركَةَ لهم، وهُمْ ثَمودُ ومَدْيَن.
ومنهمْ مَنْ خسَفنا بهِ وبدارِهِ الأرض، كقارُون، الذي أَشِرَ وبَطِر، وكفرَ بنِعمَةِ رَبِّه.
ومنهمْ مَنْ أغرَقناهُمْ بماءِ الطُّوفان، وماءِ البَحر، كقَومِ نوحٍ، وفِرعَونَ وجُندِه.
وما كانَ اللهُ ليُهلِكَهمْ بدُونِ ذَنب، ولكنَّهمْ عُوقِبوا لكُفرِهمْ وتَكذيبِهمْ أنبياءَهم، ولظُلمِهمْ وفَسادِهم، ولم يَرتَدِعوا عَنْ ذلك.