ولا يَحمِلُ أحَدٌ ذَنْبَ آخَر، ولا يُعاقَبُ بذَنْبِ غَيرِه، وإذا دعَتْ نَفسٌ أثقَلَتْها الذُّنوبُ والآثامُ غيرَها إلى حَمْلِ ما عَليها مِنْ ذُنوبٍ يومَ القيامة، فإنَّها لا تَستَجيب، ولا يُحمَلُ عَنها شَيء، وإنْ كانَ طالِبُهُ مِنْ ذَوي قَرابتِه، فالكُلٌّ مَشغُولٌ بنَفسهِ وحَالِه. وهمْ قدْ حمَلوا أثقَالَ إضْلالِهمْ معَ أثقَالِ ضَلالِهمْ، والكلُّ مِن أوزارِهم، لا مِن أوزارِ غيرِهم(118).
وهؤلاءِ الكافِرونَ لا يَتَّعِظونَ بكَلامِك، لأنَّهمْ لا يُؤمِنونَ بالبَعثِ والحِسابِ على الأعمَال، إنَّما يَنفَعُ الوَعظُ والإنذارُ مَنْ يَخافونَ اللهَ وهمْ لم يرَوه، ويَخشَونَ عَذابَهُ وهوَ غائبٌ عَنهم، وواظَبوا على إقامَةِ الصَّلاةِ كما فرَضَها عَليهم.
ومَنْ أصلحَ نَفسَهُ وعَمِلَ عمَلاً حسَنًا، فإنَّ نَفعَهُ وثَوابَهُ يَعودُ عَليه، وإلى اللهِ المَرجِعُ والحِساب، فيُجازي كُلاًّ بما عَمِل، وبما يَستَحِقُّ مِنْ نَعيمٍ أو عَذاب.