ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما... - سورة فاطر الآية 28

  1. الجزء الثاني والعشرون
  2. سورة فاطر
  3. الآية: 28

﴿وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَآبِّ وَالۡأَنۡعَٰمِ مُخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهُۥ كَذَٰلِكَۗ إِنَّمَا يَخۡشَى اللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ الۡعُلَمَـٰٓؤُاْۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾

[فاطر:28]

تفسير الآية

وكذلكَ ما خلقَ اللهُ مِنَ النَّاسِ، والدوابِّ، والأنعَام(119)، فألوانُها مُختَلِفَة، على الرَّغمِ مِنْ أنَّ كُلاًّ منها يَعودُ إلى أصلٍ واحِد؟ إنَّما يَخشَى اللهَ حقَّ الخَشيَةِ العُلَماءُ العارِفونَ به، الذينَ يُديمُونَ التفَكُّرَ في خَلقِهِ وبَديعِ صُنعِه، ويَعلَمونَ أنَّهُ قادِرٌ على كُلِّ شَيء وأنَّهُ سُبحانَهُ لم يَخلُقْهمْ عبَثًا.

يَقولُ ابنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه: "ليسَ العِلمُ عنْ كَثرَةِ الحَديث، ولكنَّ العِلمَ عنْ كَثرَةِ الخَشيَة". يَعني أنَّ العالِمَ الحقيقيَّ هوَ الذي يَخافُ اللهَ ويَتَّقيه، فمَنْ لم يَكنْ كذلكَ فإنَّ عِلمَهُ غَيرُ مَقبولٍ عندَه.

واللهُ عَزيزٌ في مُلكِه، كامِلُ القُدرَة، لا يُقهَر، كثيرُ المَغفِرَةِ لذنوبِ التَّائبينَ مِنْ عِبادِه.


(119) {وَالدَّوَابِّ}: جمعُ دابَّة، وهي ما يدبُّ على الأرضِ من الحيوان، وغلبَ على ما يُركَبُ من الخيلِ والبغالِ والحمير، ويقعُ على المذكر. {وَالْأَنْعَامِ}: جمعُ نَعَم، محرَّكة، وقد يُسكَنُ عينه: الإبلُ والبقرُ والضأنُ والمعز، دونَ غيرها، فالخيلُ والبغالُ والحميرُ خارجةٌ عن الأنعام. (روح البيان).

وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ

ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور