وكذلكَ ما خلقَ اللهُ مِنَ النَّاسِ، والدوابِّ، والأنعَام(119)، فألوانُها مُختَلِفَة، على الرَّغمِ مِنْ أنَّ كُلاًّ منها يَعودُ إلى أصلٍ واحِد؟ إنَّما يَخشَى اللهَ حقَّ الخَشيَةِ العُلَماءُ العارِفونَ به، الذينَ يُديمُونَ التفَكُّرَ في خَلقِهِ وبَديعِ صُنعِه، ويَعلَمونَ أنَّهُ قادِرٌ على كُلِّ شَيء وأنَّهُ سُبحانَهُ لم يَخلُقْهمْ عبَثًا.
يَقولُ ابنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه: "ليسَ العِلمُ عنْ كَثرَةِ الحَديث، ولكنَّ العِلمَ عنْ كَثرَةِ الخَشيَة". يَعني أنَّ العالِمَ الحقيقيَّ هوَ الذي يَخافُ اللهَ ويَتَّقيه، فمَنْ لم يَكنْ كذلكَ فإنَّ عِلمَهُ غَيرُ مَقبولٍ عندَه.
واللهُ عَزيزٌ في مُلكِه، كامِلُ القُدرَة، لا يُقهَر، كثيرُ المَغفِرَةِ لذنوبِ التَّائبينَ مِنْ عِبادِه.