هذا رَدٌّ لمَنْ ذَكرَ أنَّ النبيَّ يُعْبَد، سواءٌ ما ذُكِرَ منْ أنَّ النصارَى قالوا ذلكَ في عيسَى بنِ مريمَ مِنْ أنَّهُ أمرَهمْ بعبادتِه، أو أنَّ بَعضاً منهمْ جاءَ مُستَفسِراً منَ النبيِّ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ما إذا كانَ يَدعوهُمْ لعبادتهِ كعبادةِ عيسَى عليهِ السلام! قالَ تعالَى ما مَعناه:
لا يَنبغي لإنسانٍ أنزلَ اللهُ عليهِ الكتابَ الناطِقَ بالحقّ، الذي فيهِ أمرٌ بتوحيدِ اللهِ وإخلاصِ العبادةِ له، وآتاهُ عَقلاً وفَهماً، وأوحَى إليهِ وجعلَهُ نبيًّا، ثمَّ يَقولُ هذا الإنسان، وهوَ بَشَرٌ منْ عبادِ الله: كونُوا أيُّها الناسُ عِباداً لي لا عِبادا ًلله، أو أشرِكوني بالعِبادةِ مَعه. فهذا لا يَصلُحُ لنبيٍّ قولُه، ولا لأحدٍ منَ الناس، فإنَّ العِبادةَ ليستْ للعِباد، وإنَّما هي لخالقِ العِبادِ وحدَه.
لكنَّ الحقَّ أنْ يقولَ هذا النبيُّ للناس: كونُوا حُكماءَ علماءَ حُلَماء، مُتَمسِّكينَ بطاعةِ اللهِ ودينِه، بمتابعتِكمْ ومثابرتِكمْ على تعليمِ الكتابِ وقِراءته ِوحِفظِه.