وقدْ أخذَ اللهُ العَهدَ والميثاقَ منْ كلِّ نبيٍّ بَعثَه، مِنْ لَدُنْ آدمَ وحتَّى عيسَى عليهِ السلام: إنِّي إذا أنزلتُ عليكمُ الكتاب، وآتيتُكمُ الحِكمَة، ومَهما بَلغتُمْ مِنْ درَجةٍ في العِلم، ثمَّ جاءَكمْ رسولٌ مِنْ بعد، فإنَّ عَليكمْ أنْ تؤمِنوا بهِ وتَتَّبعوهُ وتَنصُروه، ولا يَمنَعْكُمْ ما أنتُمْ عليهِ منَ النبوَّةِ والعلمِ منِ اتِّباعِه ونُصرَتِه.
وقالَ لهمْ سُبحانَه: أوافَقتُمْ على الذي طَلبتُهُ منكمْ وأخذتُمْ على ذلكَ عَهدي ومِيثاقيَ الشديدَ المؤكَّد؟ قالوا: أقرَرنا بذلكَ ووافَقنا عليه.
قالَ سُبحانَهُ ما مَعناه: فليَشهَدْ بعضُكمْ على بعضٍ بهذا الإقرارِ، وأنا أشهدُ أيضاً على إقرارِكم.
وهوَ المطلوبُ مِنْ أتباعِهم أيضاً، فإنَّ كلَّ نبيٍّ كانَ يوصِيهم بذلك، ليتَّبعوا النبيَّ التاليَ له.