وما علَّمْنا النبيَّ محمَّدًا صلى الله عليه وسلم الشِّعرَ، فلا يُحسِنُ نَظمَهُ ولا قَولَه، ولا يَصلُحُ له، فهوَ ليسَ مِنْ طَبعِهِ ولا وُظيفَتِهِ التي هيَّأها اللهُ فيه، فكيفَ تدَّعُونَ أنَّهُ شاعِرٌ يا كفَّارَ مكَّة؟! وما هذا القُرآنُ المُوحَى إليهِ إلاّ مَوعِظَةٌ وتَذكِرَة، وقُرآنٌ واضِحٌ بيِّنٌ لمَنْ تأمَّلَهُ وتدبَّرَه، لا يَلتَبِسُ بهِ الشِّعرُ ألبتَّة، فيهِ العِظَةُ والقِصَّة، والحُكمُ والخبَر، والثَّوابُ والعِقاب، وهوَ أمرٌ ونَهيٌ وبَيانٌ مِنْ رَبِّ العالَمين.