وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض... - سورة البقرة الآية 30

  1. الجزء الأول
  2. سورة البقرة
  3. الآية: 30

﴿وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي الۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ الدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾

[البقرة:30]

تفسير الآية

واعلمْ يا نبيَّ اللهِ أنَّ ربَّكَ قالَ لملائكتِه: سأجعلُ بني آدمَ خُلفاءَ في الأرض، يَخلُفُ بعضُهم بعضاً، وأسخِّرُ جميعَ ما خلقتُهُ فيها منْ طاقاتٍ وخاماتٍ لهم.

وقدْ فَهِمتِ الملائكةُ منَ الطبيعةِ البشريَّة، أو بإلهامٍ منَ الله، أنَّ منَ البشرِ مَنْ يُفسِدُ في الأرض، ويَستغلُّ طاقاتِها في غيرِ وجهتِها الصَّحيحة، فقالوا استِعلاماً واستكشافاً عنِ الحكمةِ في ذلك، لا اعتراضاً على اللهِ سُبحانَه: يا ربَّنا، أتجعلُ في هذهِ الأرضِ مَنْ يَعيثُ فساداً، ويُريقُ الدماءَ بغَيرِ حقّ، مُتجاوزينَ الحِكمَةَ والصَّواب؟ وإذا كانَ الهدفُ منِ استخلافِهمْ فيها عبادتَك، فها نحنُ نُنَـزِّهُكَ ونَحمَدُكَ ونُمَجِّدك، ونعبدُكَ ونصلِّي لك؟

فقالَ اللهُ لهم: إني أعلمُ منَ المصلحةِ في استخلافِهمْ فيها ما لا تَعلمون، فإذا كانَ فيهمْ مُفسِدون، فإنَّهُ يَكونُ منهمْ أنبياءُ وصِدِّيقون، وأولياءُ للهِ مقرَّبون، وعُلماءُ عامِلون، وعُبّادٌ خاشِعون، وشُهداءُ أبرارٌ في عِلِّيين.

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ

وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون