وما كنتُمْ تَستَخفُونَ في الدُّنيا عنْ سَمعِكم، ولا أبصَارِكم، ولا جُلودِكم، عندَما كنتُمْ تَقتَرِفونَ الفَواحِشَ والمَعاصي، مَخافَةَ أنْ تَشهَدَ عَليكمْ بذلكَ في اليَومِ الآخِر، بلْ كنتُمْ تُجاهِرونَ اللهَ بها ولا تُبالُون، وكنتُمْ تُقدِمونَ على ذلكَ لظَنِّكمْ أنَّ اللهَ لا يَعلَمُ كثيرًا ممَّا تَعمَلون.
قالَ القاضي البيضاويُّ رَحِمَهُ الله: أي كنتُمْ تَستَتِرونَ عنِ النَّاسِ عندَ ارتِكابِ الفَواحِشِ مَخافَةَ الفَضَاحَة، وما ظنَنتُمْ أنَّ أعضاءَكمْ تَشهَدُ عَليكمْ فما استَتَرتُمْ عَنها. وفيهِ تَنبيهٌ على أنَّ المؤمِنَ يَنبَغي أنْ يَتحَقَّقَ أنَّهُ لا يَمرُّ عليهِ حالٌ إلاّ وهوَ عَليهِ رَقيب. اهـ.
وقدْ نَزَلَتْ في رِجالٍ قالَ أحَدُهم: أترَونَ أنَّ اللهَ يَسمَعُ كلامَنا هذا؟ فقالَ الآخَر: إنَّا إذا رفَعنا أصواتَنا سَمِعَه، وإذا لم نَرفَعْهُ لم يَسمَعْه. فقالَ الآخَر: إنْ سَمِعَ منهُ شَيئًا سَمِعَهُ كُلَّه.