ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى... - سورة آل عمران الآية 152

  1. الجزء الرابع
  2. سورة آل عمران
  3. الآية: 152

﴿وَلَقَدۡ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعۡدَهُۥٓ إِذۡ تَحُسُّونَهُم بِإِذۡنِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَا فَشِلۡتُمۡ وَتَنَٰزَعۡتُمۡ فِي الۡأَمۡرِ وَعَصَيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَآ أَرَىٰكُم مَّا تُحِبُّونَۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنۡيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الۡأٓخِرَةَۚ ثُمَّ صَرَفَكُمۡ عَنۡهُمۡ لِيَبۡتَلِيَكُمۡۖ وَلَقَدۡ عَفَا عَنكُمۡۗ وَاللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَلَى الۡمُؤۡمِنِينَ﴾

[آل عمران:152]

تفسير الآية

وقدْ صَدقَ اللهُ وعدَهُ معَكمْ بالنَّصرِ في غزوةِ أُحُد، كما كانَ في أوَّلِ النَّهار، عندَما سلَّطكمُ اللهُ عليهِم، فصِرتُمْ تَقتلونَهم، وكِدتُمْ أنْ تَستأصِلوا شأفتَهم، حتَّى إذا جَبُنَ بعضُكمْ في القِتال، نتيجةَ النزاعِ والخِصامِ الذي دارَ بينَكم، وعصَى بعضُكمُ الآخَرُ - وهمُ الرُّماةُ - قائدَهُمْ محمَّداً صلى الله عليه وسلم، وكانَ قدْ أمرَهمْ ألاّ يَبرَحُوا مكانَهم، فنَزلوا يَنهَبونَ في العَسكر، فبقيَ ظهرُ المسلِمينَ مَكشوفاً للعدوّ، أراكمُ اللهُ الفشَلَ بعدَ النصر، فقدْ شابَ إخلاصَكمْ مَطامِعُ، فمنكمْ مَنْ رَغِبَ في الغَنائمِ عندما رَأى هَزيمةَ العدوّ، ومنكمْ مَنْ أرادَ وجهَ اللهِ في جِهادهِ فثَبتَ في مَكانهِ حتَّى يَتلقَّى أوامرَ الرسولِ صلى الله عليه وسلم، فكانَ نتيجةَ ذلكَ أنْ صَرَفَ قوَّتكمْ واجتماعَكمْ عنِ العدوّ، ففَشِلتُم، ليَختَبِرَ إيمانَكم، ويَمتحِنَ قوَّةَ صُمودِكمْ وعَزيمتِكمْ وتَمسُّكِكمْ بدينِكم، ولتَعتَبروا ممّا أصابَكم، ولا تُكرِّروه، وغفرَ لكمْ ضَعْفَكمْ وتنازُعَكمْ وعصِيانَكم، وهذا مِنْ فضلِ اللهِ عليكمْ ورحمتهِ بكم.

وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ

ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين